وراء كل امرأة عظيمة… نفسها ليست العظمة حكرًا على أولئك الذين ساروا خلفهم الجموع، بل تنبع من تلك اللحظات التي وقفت فيها المرأة وحدها، بين خيارات الحياة، واختارت أن تكون هي… فقط هي. وراء كل امرأة عظيمة، ليست يدٌ امتدت لتقودها، ولا ظلٌ احتمت به، بل روحٌ تشبثت بأحلامها، وعقلٌ لم يقبل القيود، وقلبٌ قرر أن يمنح الحب لنفسه أولًا. كانت رفيقتها في الوحدة، وسندها في الضعف، وصوتها حين خفتت الأصوات من حولها. وراء كل امرأة عظيمة، أيامٌ بكت فيها بصمت، لكنها لم تنكسر. ليالٍ قضتها تحادث ذاتها، تُرمم ما كُسر وتُعيد بناء ما هدمه الآخرون. خطواتها المتعثرة لم تُهزمها، بل علمتها كيف تنهض، وتكمل المسير بثقة من ذاقت السقوط ولم تخشَه. لم تكن بحاجة إلى فارس، ولا إلى تصفيق الحشود، فقد أيقنت أن مجدها ينبع من داخلها، من تلك النار الصغيرة التي لا تنطفئ مهما عصفت بها رياح الحياة. هي امرأة عظيمة، لأنّها آمنت بنفسها، ووقفت في وجه العالم دون أن تنتظر من يدفعها للأمام. فالحقيقة الأجمل التي اكتشفتها هي أن سندها الحقيقي… كان دائمًا في المرآة.